أولا:-تعريف الصحابى..هو من لقى النبى صلى الله عليه وسلم وهو مسلم ومات على ذلك .ويخرج بهذا التعريف من اسلم بعد موت النبى ولو كان لقيه قبل ذلك ولكن قبل اسلامه فانه يسمى تابعياً

ثانيا:-من هو أبوهريره رضى الله عنه
هو راوية الاسلام قد اختلف فى اسمه وان كان الاظهر انه عبد الرحمن بن صخر الدوسى ولكن الاقوى بالفعل هى كنيته التى عُرف بها طوال حياته وبعد موته وهى أبى هريره,أتى النبى فى خيبر واسلم سنة سبع من الهجره اى ان اسلامه جاء متأخراً,ولقب بأبى هريره لأنه كان يلعب بهره وهو غلام صغير فعُرف بهذا الاسم وكان آيه فى حفظ احاديث رسول الله وذلك ببركة النبى وحبه له فصح عن أبى هريره انه قال يارسول الله اسمع منك حديثا كثيراً ولكنى انساه فقال له رسول الله ابسط رداءك قال فبسطُته فغرف بيده فيه وقال ضمه فضممته فما نسيت حديثاً بعدُ وهذا الحديث رواه البخارى فى صحيحه الذى هو اصح الكتب بعد كتاب الله

ثالثاً:-لماذا ابوهريره رضى الله عنه؟ واعنى بهذا السؤال لماذا يُتعدى عليه ولماذا بدأت بالدفاع عنه دون غيره

الذين تكلموا فى أبى هريره منهم من كان من الصحابه وبالطبع لم تكن علّتهم فى الكلام عليه هى نفسها علّة المغرضين من اصحاب الهوى فان علة الفريق الثانى لا تتعدى كون ابى هريره اكثر من روى حديث رسول الله من جميع الصحابه ويقولون كيف يروى أبوهريره هذا الكم الضخم من الاحاديث وقد اسلم متأخرا -كما بينّا-وسوف ابين ضعف هذه الشبهه واما الفريق الاول ومنهم الصحابه فقد اخذوا عليه بعض اشياء وهى ليست قدحا فيه وانما هى من باب اننا بشر وربما نخطئ وليس لاحد عصمه بعد النبى -ولكن هذا ان ثبت الخطأ اصلا-ونذكر من هذا الذى حدث من الصحابه بعض الاشياء فان اباهريره لما روى حديث تشييع الجنازه وان الذى يصلى عليها له قيراط من الاجر فان تبعها فله قيراط اخر هذا الحديث لما سمعه عبدالله بن عمر قال اكثر علينا ابوهريره وفى روايه انه (تعاظمه) فأرسل خبابا الى عائشه ليسألها عن قول ابوهريره فقالت صدق ابوهريره فرجع خباب واخبر عبدالله بن عمر بما قالته عائشه فضرب عبدالله الارض بحصى كان فى يده وقال لقد فرطنا فى قراريط كثيره-وكان عبدالله يصلى على الجنازه ثم ينصرف-فبلغ ذلك ابوهريره فقال انه لم يكن يشغلنى عن رسول الله صفقه

وقد حدثت شبهه اخرى مثل هذه فى القصه التاليه عن عروة قال : " بلغ عائشة رضي الله عنها أن أبا هريرة يقول : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ولد الزنا شر الثلاثة . فقالت : ( يرحم الله أبا هريرة )
أساء سمعا ، فأساء إجابة لم يكن الحديث على هذا إنما كان رجل ( من المنافقين )
يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : من يعذرني من فلان ؟ قيل يا رسول الله:
إنه مع ما به ولد زنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" هو شر الثلاثة " و الله عز وجل يقول : *( و لا تزر وازرة وزر أخرى )* " فبان لنا بحديث عائشة أن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكره عنه أبو هريرة : « ولد الزنى شر الثلاثة » إنما كان لإنسان بعينه كان منه من الأذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان منه مما صار به كافرا شرا من أمه ، ومن الزاني بها الذي كان حملها به منه

وبهذا ظهر أن الناقد لابى هريره فريقين
فريق الصحابه ويتضح مماذكرنا ان الامر عندهم كان مجرد لبس بسيط -لان ابوهريره روى الحديث على اطلاقه-وليس تشكيكاً فى الرجل او فى مايرويه حاشاهم ان يظنوا ذلك لانهم كانوا اعلم الناس بقيمة من صاحب النبى وتحمل حديثه اما الفريق الاخر من المغرضين واصحاب الهوى فلهم شان اخر وهو التشكيك فى صحة روايات أبى هريره دون اى علم بالروايات وكيفية التصحيح والتضعيف وحسبنا الله ونعم الوكيل

رابعاً:-تحرير محل النزاع. يقولون (اختلاف الآراء لا يفسد للود قضيه)نعم هذا كلام معقول ولكن هذا اذا كان محل النزاع لا يفسد للود قضيه فعلا فان هذه القاعده لاينبغى ان تساق هكذا على اطلاقها, فأنا أعنى بتحرير محل النزاع اى الخروج من الثوابت التى نتفق فيها وننظر للذى اختلفنا فيه-وكأنى باحدهم وانا اناقشه-ألسنا نتفق فى ان اباهريره صحابى وقد مات عنه النبى وهو راضٍ ونتفق انه هو الذى روى حديث (من كذب على متعمدا فليتبوء مقعده من النار)ونتفق ايضا-وهذا مهم- فى أن أباهريره بشر يصيب ويخطئ وان العصمه ليست لأحد سوى الأنبياء؟الجواب بلى

ولكن ثمة شئِ مهم وهو ان الذى لانتفق عليه هو ان يأتى احدالمجددينات-جمع مخنث سالم-فيخطئ اباهريره دون اى حجه واضحه فتتمخض رأس احدهم ويكتب كتابا شيطانياً للتشكيك فى صدق مرويات ابى هريره امثال محمود ابوريه صاحب كتاب شيخ المضيره ابوهريره ويقول آخر متبجحاً انا لا أثق فى ابى هريره وهؤلاء وامثالهم من المجددينات اختلافى معهم يفسد للود كل قضيه وهذا هو محل النزاع فأنا لا اسمح لانسان ان يتعدى على اعلامنا فلو سكتنا لهؤلاء لهُدم الدين.

واسمع هذا الكلام الجميل للامام النسائى رحمه الله وقد قال رجل له إن بعض الناس يتكلم في معاوية . فقال له الإمام: إن الإسلام دار والصحابة الباب فمن نقر على الباب أراد الدخول ومن أراد الصحابة أراد الإسلام.فهؤلاء المفتونون انما أرادوا الاسلام ولكنهم جبنوا ان يذكروها صراحة-ومنهم من ذكرها-فبدأوا بالطعن فى الصحابه أسأل الله ان يعامل امثال هؤلاء بعدله.وقد تولى العلماء الربانييون الرد عل امثال هؤلاء فقد رد على كتاب ابوريه الدكتور محمد ابوشهبه رحمه الله فى كتابه دفاع عن السنه والعلامه المعلمى رحمه الله فى كتابه الانوار الكاشفه.

واخيراً وليس آخراً المعذره كل المعذره على الاطاله ولكن الامر جلل والخطب جسيم ووالله ان قلبى يكاد ينفطر حين اقرأ هذا التعدى السافر على الصحابه وكنت اود ان اذكر بعض الشبهات والرد عليها ولكن الموضوع سيطول جداً ولكن اذا شاء الله سوف افرد لهذه الشبه بوست آخر والله المستعان
والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
إِنْ أُرِيدُ إِلا الاصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ